المنهج العلمي
الجمعة، 21 نوفمبر 2014
الخميس، 8 مارس 2012
الحقوق والحقائق
بسم الله الرحمن الرحيم
العلم بالحقائق كما هي، والالتزام بالحقوق الثابتة هو ما يدعو إليه الإسلام.. وكل خير في معرفة الحق واتباعه والاعتراف بالحق والالتزام به..
والحق (سواءً كان جمعه حقائق أو حقوق) هو ما كان من الله تعالى الذي هو الحق وما عداه الباطل..
فالحقائق مصدرها الواقع المخلوق الذي خلقه الله تعالى بالحق.. والحقوق هي ما شرعها الله تعالى لا سواها.. فلا حق إلا ما قرره الله تعالى.. ولا حق إلا ما خلقه الله تعالى..
وما عدا ما كان من الحق سبحانه فهو باطل.. وهو لم يأت إلا من طريق باطل.. وكل ضلال في معرفة الحقوق والحقائق إنما جاء من أباطيل النفس ووساوس الشيطان..
وقد بين القرآن العظيم وهو قول الله تعالى الحق الذي قوله الحق وهو يقول الحق وهو يهدي السبيل.. أن أصل كل ضلال يعود إلى أمرين او أحدهما.. وهما: الظن والهوى.. قال الله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى).. ولينظر غلإنسان إلى كل خلاف بين الناس فسيرى باطلاً وباطلاً أو باطلاً وحقاً.. وسيرى أن كل باطل فإنما يعود إلى أحد ركني الضلالة الذين ذكرتهما الآية الكريمة: الظن والهوى.. وأن المحق متبع دائماً للهدى..
الخميس، 1 مارس 2012
لا إله إلا الله
بسم الله الرحمن الرحيم
فاعلم أنه لاإله إلاالله
في القسم الأول حاولنا بيان معنى لاإله إلاالله باختصار شديد.. ولعلنا هنا نحاول الحديث عنها بصورة تطبيقية..
فإن العلم يجب أن يتلوه العمل وهو التطبيق الصحيح له.. فلا فائدة من تعلم القواعد الطبعية في الحركة مثلاً ثم لا تطبق بعد ذلك.. أو يطبق ما يخالفها.. فهنا لن يحصل على ما يريد ولا يستطيع عندئذ التعجب من الأخطاء التي سيقع فيها.. والأنكى من ذلك والأغرب إذا تساءل لماذا لم تنجح هذه التطبيقات التي قام بها بغير علم وبخاصة وأنه يعلم أن الحق بخلافها!
وهكذا فيما يتعلق بالقاعدة العلمية الحقة المطلقة وهي الكلمة الطيبة التي نتشرف بالتلفظ بها كل يوم.. (لاإله إلاالله).. فلا بد من تطبيقها عملياً وإلا فلن ينجح من لا يطبقها في حياته وليس من حقه أن أن يعترض على ما ينتج من أخطاء بسبب عدم تطبيق هذه القاعدة الشريفة..
لنتحدث الآن عن الجانب التطبيقي باختصار وإذا اقتضى الأمر مستقبلاً كان التفصيل إن شاء الله..
إن التطبيق العلمي المنهجي لهذه القاعدة الطيبة (لاإله إلاالله) هو الاستسلام المطلق لها فلا مجال لأن يدخل الإنسان عواطفه أو أفكاره أو خيالاته أو أوهامه أو ظنونه في أي شيء أو في شأن أو في أي أمر بل يعلم أنه (لا شيء له مطلقاً) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بلا قيد ولا استثناء ولا تخصيص... بل يفهم ذلك على إطلاقه وعمومه بحذافيره..
فيفهم أنه ليس له شيء من الخلق وليس له شيء عند شيء من الخلق فهو لا يملك شيئاً من الخلق ملكاً حقيقياً متحققاً.. باختصار ليس له حق في جسده ولا في روحه ولا في حواسه ولا في جوارحه ولا في أعضائه ولا في ملابسه ولا فيما ملكه الله تعالى إياه من مال أو غيره ولا في ولده ولا في زوجه ولا في عبده ولا في غيرهم من الخلق..
ومعنى ذلك أنه سيعلم يقيناً أنه ليس من حقه أن يتصرف أي تصرف تجاه شيء من الخلق أو يتعاطاه أو يتعامل معه...الخ إلا إذا علم أنه مأذون له بذلك من قبل (الإله) الحق الذي يملكه ملكاً مطلقاً حقيقياً متحققاً فإذا علم أنه أذن له فمعنى ذلك أن له أن يتصرف وفق ما أذن له (الإله) الذي له كل شيء..
فإذا استسلم الإنسان لهذه الحقيقة فإنه سيعلم أنه ليس له شيء عند عباد الله تعالى وأن لهم أن يفعلوا في أرض الله تعالى بإذن الله تعالى ما شاؤوا.. وليس له أن يعترض على أي فعل يفعله مخلوق آخر.. إلا إذا علم أن الله تعالى منعه فعليه أن يبين ذلك للناس ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.. ثم ليس له أن يتصرف تجاههم بأي شيء لم يأذن به الله تعالى فإذا أمره الله تعالى بأمر تجاه من يفعل هذا الفعل فإن عليه أن يبادر وإلا فليس له أن يحدث أمراً من تلقاء نفسه.. فهذه الأرض لله تعالى وليست سائبة وليس من عليها كذلك حتى يفعل من شاء ما شاء دون إذن من الله تعالى..
فإذا علم الإنسان إذن الله تعالى في شيء من خلقه فله أن يفعل ما علم أن الله تعالى أذن فيه.. وإذا أمره بأمر فعل ما أمره وإذا نهاه عن شيء انتهى عنه مباشرة.. وإذا اشتبه عليه أمر ولم يعلم أن هذا الشيء أو هذا الفعل أذن الله تعالى فيه أو نهى عنه فإن عليه أن يتوقف لا أن يعطي نفسه الحق في أن يستخدم ملك الله تعالى كيف يشاء فعليه أن يتقي الشبهات..
كما أن التطبيق العملي المتعلق بهذه الكلمة الطيبة يقتضي أن يستسلم لحقيقة أن (كل شيء لله تعالى مطلقاً) فكل شيء لله تعالى على الحقيقة وهو وحده الذي له أن يخلق ويقرر فهو الذي له الخلق والأمر فله كل شيء وله الخلق والأمر وإليه يرجع الأمر كله.. فهو خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل..
ومعنى ذلك أن الله تعالى إذا قضى بقضاء فيه أو معه أو حوله فإنه يقبل ذلك قبولاً تاماً لعلمه أن كل شيء لله تعالى.. فلا يعترض على تصرف الله تعالى في خلقه وليس له أن يسأل الله تعالى عن الحكمة في هذا الأمر أو السبب فالله تعالى ليس ملزماً بشيء بل له كل شيء فهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد..
وإذا أمر الله تعالى بأمر فإنه يسارع إلى الائتمار بأمر الله تعالى دون تردد.. فلا يسأل عن علة الحكم أو الحكمة منه لأنه يعلم أنه ملك لله تعالى وله أن يأمره بما شاء وله أن يبين له الحكمة وله أن لا يبين.. ونحن إنما خلقنا الله تعالى لنعبده أي لنخضع له خضوعاً مطلقاً عالمين أن له الحق المطلق في أن نخضع له لذاته سبحانه.. ولم يخلقنا لنناقشه!
وإذا نهى الله فإنه يبادر إلى الانتهاء دون تردد كذلك..
أكرر: إن من يعلم أنه (لاإله إلاالله) سيفهم كل شيء حوله لأنه سيفهم لماذا هو على الأرض وستكون القاعدة المطلقة لسيره على الأرض مفهومة لديه.. فلا يعترض على وجود ما يكره ولا يعترض على عدم وجود ما يحب...الخ.. كما أنه سيعمل على ما يرضاه الله تعالى ويبتعد عما لا يرضاه..
نعم قد لا يعلم الحكمة من هذا الخلق أو من هذا القدر أو من هذا الأمر.. ولكنه يعلم أن الذي له الأمر كله فعل ما له الحق المطلق أن يفعله..
كيف نتعامل مع الأخبار
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نتعامل مع الأخبار؟
تمثل الأخبار أكثر من تسعين في المائة من ثقافة الناس وهذا من أخطر ما يعانيه الناس والأخطر أن أكثر الناس لا يتبعون منهجية صحيحة في التعامل مع الأخباربل أكثرهم يتبعون الظن!
ومن هنا كان لا بد من موقف منهجي صحيح للتعامل مع الأخبار.
والخبر هو ذلك القسم من الكلام الذي يمكن أن يقابل بالتصديق أو التكذيب وهو يقابل القسم الآخر الذي يسمى الإنشاء الذي لا يتصور مقابلته بالتصديق أو التكذيب وذلك كالاستفهام والنداء والطلب والأمر والنهي.
ومن خلال تتبعنا مواقف الناس من الخبر وصور هذه المواقف نجد أنها لا تخرج عن صور ثلاثة هي:
1-التصديق: وهو حالة تجعل المتلقي للخبر مطمئناً إليه.
وللتصديق ثلاثة أنواع:
-التصديق الابتدائي (الفطري): وهو الذي يقابل الناس به جميع الأخبار وهو يقوم على مجرد تلقي الخبر ما دام لا يوجد ما يمنع منه لدى المتلقي.
-التصديق المنهجي: وهو التصديق الذي يقوم على أساس الثقة بالراوي مع عدم العلم بما يمنع من الخبر.
-التصديق العلمي: وهو الذي يقوم على أساس مشاهدة ما جاء في الخبر على الواقع إما سابقاً أو لاحقاً أو بالتثبت العلمي أو بالعمل.
2-التكذيب: وهو حالة تجعل المتلقي منكراً للخبر.
وللتكذيب نوعان:
-تكذيب علمي: وهو القائم على مشاهدة ما ينقض ما جاء في الخبر.
-تكذيب مجازف: وهو قائم على المجازفة دون أي سند أو برهان وهذا لا يعجز عنه أحد.
3-الشك: وهو حالة يكون الإنسان غير قادر على الاطمئنان إلى ما جاء في الخبر مع عدم القدرة على تكذيبه.
وللشك نوعان:
-شك منهجي: وهو الذي يقوم على أساس الشك بالراوي أو بالخبر نفسه وهو نادر.
فاعلم أنه لا إله إلا الله
بسم الله الرحمن الرحيم
فاعلم أنه لا إله إلا الله
بقلم: خالد بن عبد الرحمن
يقول الله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) وهذه الآية تتضمن أمراً واضحاً بأن يعلم الإنسان هذه الحقيقة علماً لا أن يحفظها فقط أو يفسر معناها فقط بل عليه أن يعلم حقيقتها..
والعلم هو إدراك الشيء على حقيقته كما هو في الواقع.. ولذلك فإن التصورات والخيالات والأوهام ليست علماً.. ولا يجوز البناء عليها ولا اتخاذ أي قرار أو بناء حكم على أساسها..
فكيف نعلم أنه (لا إله إلا الله)؟!
إن الأمر يسير على من يسره الله تعالى عليه.. ولو أن كل إنسان التزم الحقائق فقط.. والتزم الحقوق فقط فإنه سيكون بذلك قائماً بعلم بمعنى لا إله إلا الله..
ما معنى لا إله إلا الله؟
هذه الكلمة تعني نفي صفة (الإلهة) عن غير الله تعالى الذي خلق كل شيء وهو على كل شيء وكيل..
فما هي الإلهة؟! وما معنى (الإله)؟!
الإله هو الذي له الأمر لذاته خالصاً له ليس له فيه شريك ولا ينازعه فيه غيره..
وهذه الصفة لا تنطبق إلا على واحد لا شريك له ولا إله سواه وهو الله تعالى..
فكل ما عدا الله تعالى مملوك لله تعالى هو الذي اوجده وهو الذي يفنيه وهو الذي يتصرف فيه ما بين إيجاده وإفنائه وهو وحده القادر على أي تصرف يريد أو يختار.. فهو الذي يملك كل شيء ملكاً حقيقياً.. وغيره لا يملك شيئاً ملكاً حقيقياً بل يملكه بتمليك الله تعالى إياه وهو وحده القادر على نزعه منه متى شاء.. ولا يستطيع أحد أن يمنع ذلك عنه.. ولا يستطيع أحد أن يضمن شيئاً من ذلك..
فكل إنسان يرى من نفسه أنه لا يملك من أمره شيئاً فيعلم أنه ولد بغير إرادته وأنه يموت بغير إرادته وأن تصريفات القدر تجري عليه دون إرادته فيما بين خلقه إلى وفاته.. فهو يمرض دون إرادته ويقع ويتعثر ويخدش ويجرح ويتمزق ثوبه ويصاب بالهم والغم...الخ دون إرادته فلو كان يملك من أمره شيئاً لما حدث له ما لا يحب..
وكذلك فإننا نرى كثيراً من الناس يعمون بعد بصر ويصمون بعد سمع ويشلون بعد أن لم يكونوا كذلك.. وهكذا فلو أن إنساناً يملك من أمره شيئاً لما أصابه ما لا يحب..
وكذلك يرى كل إنسان أنه لا يملك غيره من الخلق حتى ابنه.. ويرى أن ابنه يمرض ويسقم وقد يموت دون أن يستطيع فعل شيء له..
كل هذا يؤكد أنه لا أحد يملك شيئاً وانه من ثم لا يستطيع ضمان قدرته على التصرف فيه كيف يحب أو أن يتحكم فيه..
وهذا كله شيء محسوس ملموس مشاهد على أرض الواقع يشاهده كل إنسان في نفسه..
وغني عن البيان أن كل إنسان يرى نفسه أعجز وأعجز عن أن يتصرف في الخلق كله أو بعضه..
إذا فهم الإنسان هذا فهم معنى ("لاإله") من الكلمة الطيبة (لاإله إلاالله) فيفهم أنه لا شيء له مطلقاً.. وأن أي شيء يعطاه فهو منة من غيره وليس له فيه يد فسمعه وبصره وشعره ولسانه ومعدته وصحته وعافيته وعضلاته وحركاته وسكناته...الخ الخ الخ كل ذلك ليس له..
وما أجمل ما قاله بعض المشايخ: إن من يريد أن يفهم ("لاإله" "إلاالله") فإنه إذا وقع بصره أو سمعه أو حسه على شيء فليقل بلسانه ويكرر: (هذا ليس لي) حتى يعتاد على هذا الأمر.. ويختلط بفكره وبلحمه ودمه وعندئذ سيفهم هذه الكلمة الطيبة فهماً صحيحاً دقيقاً..
ما معنى أنه لا شيء لك مطلقاً؟!
ومعنى أنه لا شيء لك مطلقاً أي أنه ليس من حقك أن تزعم أن لك أن تستخدم شيئاً أو تتصرف في شيء كما يحلو لك بل لا بد من استئذان صاحب هذا الشيء!
ولتبدأ بنفسك فتعلم أنه ليس من حقك استخدام شيء من الحواس أو الأجهزة أو الآلات التي ركبها الله تعالى لك (من بصر وسمع وشهوة وكلام...الخ) كما يحلو لك بل لا بد من إذن ممن خلقها وركبها..
فليس من حقك أن تنظر إلى أي شيء تشاء حتى تعلم إذن الله تعالى بذلك وإذا علمت أن الله تعالى حرم عليك النظر إلى شيء فإنك تمتنع لأن الله تعالى منعك دون أن تناقش لأنك تعلم علماً متحققاً أن البصر ليس لك وأنه لله تعالى وأنت تعلم انه قادر على أن يذهب به وأنت تعلم أنه ليست لديك الضمانات للحفاظ على هذا البصر لا من نفسك ولا من غيرك وإلا فمن الذي يستطيع أن يعيد بصرك إن ذهب الله تعالى به؟!..
وكذلك ليس من حقك أن تستمع إلى شيء حرم الله تعالى عليك سماعه لأن أذنك ملك لله تعالى وليست ملكاً لك..
ومثل ذلك ليس لك أن تستخدم شهوتك فيما علمت أن الله تعالى حرمه... الخ..
وينطبق الأمر على غيرك من المخلوقات الخارجة عنك كالإنسان والحيوان والنبات وكل المخلوقات فإنه ليس لك أن تتصرف في شيء منها دون إذن أو أمر ممن يملكها ملكا حقيقياً وهو الله تعالى..
فليس من حقك التصرف تجاه أي إنسان إلا بما أذن الله تعالى لك.. وإذا علمت أن الله تعالى حرم عليك قتل المسلم أو ضربه أو إيذاءه فإنك تمتنع عن ذلك لمجرد أن أمرك الله تعالى بذلك لعلمك بأن أحداً من البشر ليس ملكاص لك إلا إذا ملكك الله تعالى إياه.. وعندها تخضع أيضاً للحدود التي حدها الله تعالى لك في التعامل معه..
كما أنه إذا حرم الله تعالى شيئاً من أكل أو شرب أو غيرهما فإنك تعلم أن هذه الأشياء ليست لك وليس من حقك أن تتعاطاها ما دام صاحب الأمر لم يأذن لك بذلك..
وهكذا في كل شيء..
كما أنك إذا اشتبهت في شيء فإنك تعلم أنه ليس ملكاً لك فتجتنبه خوف أن يكون الذي له الأمر سبحانه لم يأذن لك بتعاطيه أو التصرف فيه..
وفي المقابل فإنك تعلم أن الله تعالى هو الذي له كل شيء مطلقاً.. فإذا نظرت إلى أي شيء أو وقع حسك على أي شيء فإنك تقول بلسانك وبحالك وبعقلك وبفكرك وبكل جوارحك: (هذا لله).. حتى تختلط هذه الكلمة بعظمك ولحمك وتصبح بدهية البدهيات لديك..
ما معنى أن كل شيء لله تعالى:
معنى أن كل شيء لله تعالى: أي أن كل شيء خاضع حقيقة لله تعالى فهو سبحانه يملك زمامه وأمر كل شيء بيده وأنه وحده الذي له الحق في التصرف فيه مطلقاً..
فالله تعالى له أن يحييك متى شاء وكيف شاء ويخلقك على أي صورة شاء.. فله أن يخلق إنساناً على صورة والآخر على صورة أخرى وله أن يتصرف فيك كيف يشاء وله أن يميتك متى شاء وبالطريقة التي يشاء.. وهذا الحق المطلق له بذاته سبحانه وتعالى..
كما أن من حق الله تعالى أن يأمر بما شاء وينهى عما يشاء.. بمطلق حقه سبحانه في ملكه أن يبيح منه ما شاء ويلزم منه بما يشاء ويمنع منه ما يشاء..
ثم إن لله تعالى أن يثيب من يمتثل أمره ونهيه وله أن لا يثيب..
فإذا لم يثب فهذا حق مطلق له.. وإذا أثاب فهو الذي يحدد الثواب ومقداره وشكله في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما..
وله سبحانه أن يعاقب من لا يمتثل لأمره وله أن لا يعاقب.. فإذا لم يعاقب فهذا حقه المطلق وإذا عاقب فهو حقه وهو الذي يحدد العقاب ونوعه وشكله وطريقته ووقته وحاله...الخ
فله أن يعاقب في الدنيا -قدراً (بتسليط المصائب) أو شرعاً بأن يأمر عباده بعقابه بقتله أو قطع أو ضرب أو أخذ مال- وله أن يعاقب في الآخرة أو في الدنيا والآخرة معاً..
وغني عن البيان أنه ليس من حق أحد أن يتدخل في أمر الله تعالى فيقرر عقاباً من عنده أو يعفو من عنده.. فإذا أمر الله تعالى بقطع يد السارق فقد وجب قطعها ونحن نعلم أن يد السارق وجسمه كله ملك لله تعالى ولله تعالى أن يأمر بقطع ما شاء منه حتى بدون سبب ظاهر لنا..
وإذا لم يأمر الله تعالى بشيء تجاه هذا المذنب فإنه ليس من حقنا أن نزيد على حكم الله تعالى من عند أنفسنا فالأمر كله لله تعالى وهو يحكم ما يريد وليس لنا إلا أن نخضع لإرادته سبحانه..
يتبع إن شاء الله..
الحقوق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقوق
الحق هو الثابت اللازم..
وما يهمنا هنا هو ما يتعلق بموضوع الإلهة التي لا تكون إلا لله تعالى..
فالله تعالى هو وحده الذي له الحق في كل شيء..
وليس لأحد من الخلق حق في شيء أصلاً..
لو سأل أي منا نفسه: هل لي الحق في (......)؟! وليملأ الفراغ بما شاء.. فماذا ستكون الإجابة؟!
مهما كان الأمر الذي سيتساءل عنه الإنسان فإنه إذا فهم (لاإله إلاالله) فإنه سيجيب بأنه ليس من حقه هذا الشيء أصلاً ولكنه منة من الذي أعطاه إياه..
لنملأ الفراغ بأي شيء ولن تكون الإجابة الصحيحة سوى هذه الإجابة..
لنفترض أن مكان الفراغ كان (الولد) فهل سيقول الإنسان إنه مستحق للولد أصلاً؟! أم سيقول إنه منة من الله تعالى؟!
لا شك أنه سيقول هو منة من الله تعالى من الألف إلى الياء! فليس لي أي استحقاق ولولا أن الله تعالى جعلني قادراً على الإنجاب ما أنجبت..
ليكن مكان الفراغ هو: البصر أو السمع أو أية حاسة أو المشي أو جمال الصورة والمنظر أو الجاه أو المال أو المرأة الصالحة أو السيارة أو الجيران الصالحين أو القدرة على الكلام والخطابة...الخ من نعم يتمتع بها الإنسان وهو لا يشعر.. (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)..
إن الإجابة واحدة هي (لا) فأنا ليس لدي أي استحقاق لأية نعمة بل هي منة من الذي له الأمر الي شاء أن يجعلني سميعاً بصيراً ماشياً مالكاً أباً متملكاً...الخ.. ولذلك فإن الذي يستوعب هذه المسألة تجده يحمد الله تعالى دائماً.. وكلما تذكر نعمة أو رأى من لا يملك هذه النعمة ازداد حبه لله تعالى ورغبته في شكره.. وفي المقابل فإنه إذا كان مفتقداً لأية نعمة فإنه يقبل ذلك بكل رحابة صدر حتى لو تمنى في قرارة نفسه أن تكون لديه هذه النعمة لأنه يعلم أن الأمر كله لله تعالى فله الأمر من قبل ومن بعد ومن حقه سبحانه أن يعطيه هذه النعمة ومن حقه أن لا يعطيه إياها لأن كل شيء له وحده وكل خلق وأمر فيخضع له مطلقاً ويرجع أمره إليه..
كما أن أي إنسان يعلم أنه (لاإله إلاالله) فإنه إذا سلبت منه نعمة بعد أن كانت لديه فإنه يصبر ويقبل ويرضى لأنه يعلم أن هذه النعمة منة من الله تعالى فله أن يعطيه إياها وله أن لا يعطيه وله أن يعطيه إياها مدى حياته وله ان يعطيه إياها حيناً ثم يأخذها منه... وهكذا
أما من لا يعلم أنه (لاإله إلاالله) فإنه يظن أن هناك ما هو له في هذه الأرض بل إنه سيتسخط على عدم وجود ما يتمنى بل سيعترض على الله تعالى إن أخذ منه شيئاً أعطاه إياه..
الجمعة، 28 مارس 2008
مشروع منهجي
بسم الله الرحمن الرحيم
(مشروع علمي منهجي جديد)
رسالة موجهة إلى الإخوة الكرام المهتمين والمتخصصين من كافة التخصصات العلمية الطبعية وإلى كافة المهتمين بالأخبار والتاريخ عموماً:
الموضوع: برنامج مكتوب حول مشروع التثبت العلمي من الأخبار.الإخوة الكرام المهتمين من المتخصصين في العلوم الطبعية، والمتخصصين بالأخبار والتاريخ عموماً، والمتخصصين في الإعجاز العلمي، والمتخصصين في المنهج العلمي، وإلى كافة المهتمين والباحثين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأحيطكم علماً بأنني انتهيت من وضع برنامج مكتوب على شكل كتاب شامل يتضمن أهم ما يتعلق بمشروع التثبت العلمي من الأخبار، والخطة التفصيلية للدورة العلمية المنهجية المتقدمة للتثبت من الأخبار حسب آخر تحديث لها يتضمن ما يلي:-خطة الدورة وما يتعلق بها.-مذكرة مكتوبة لإحدى محاضرات الدورة.-نماذج لبعض النشاطات التابعة للدورة.-المراجع المقترحة للدورة (وهي مراجع غنية وفريدة في بابها).-نموذجاً للتكليف بالبحث.-شروط البحث المطلوب وأسسه.-نموذجاً لمشروع بحث تطبيقي حول أحد الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.-ملخصاً للتصنيف العلمي الحديث المعتمد للأخبار.-تحليلاً لأحد الأحاديث متعددة الموضوعات حسب التصنيف العلمي الحديث للأخبار.-نموذجاً لمقالة تتعلق بالموضوع.-بحثاً علمياً جديداً له علاقة بموضوع الدورة.هذا بالإضافة إلى ملحق بالدورات الأخرى التي نقدمها المتعلقة بالمنهج العلمي الموحد المتقدم. ونماذج لمحاضرات من هذه الدورات.وهذا البرنامج سيعطي فكرة واضحة عن المشروع وأهميته وسيلمس من يطلع عليه أنه يطلع على أفكار ورؤى جديدة ربما يسمع ببعضها لأول مرة!وعلى من يرغب في الحصول على هذا البرنامج المتعلق بالمشروع الكتابة على العنوان التالي:خالد عبد الرحمن القاسمالأردن-الزرقاء-ص.ب252/الرمز البريدي:13125مرفقاً مبلغ (عشرين ديناراً أردنياً) مع كتابة عنوانه البريدي الرقمي (الإلكتروني) بوضوح تام تمهيداً لإرسال البرنامج إليه في أسرع وقت.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-نبذة عن المشروع:
هل يمكن التثبت علمياً من الأحاديث والأخبار عموماً؟ (نحو مشروع متكامل للتثبت العلمي من الأخبار)لقد كنا نتساءل –وربما يكون كثيرون غيرنا يتساءلون كذلك-: هل يمكن التثبت علمياً من الأخبار بالطرق العلمية الحديثة المعروفة أو بطرق أخرى بحيث نقطع بهذه الأخبار كأننا نراها رأي العين؟ وذلك كما نتثبت علمياً من الافتراضات العلمية من خلال المختبرات والإحصاءات...الخ؟وهل يمكن إيجاد طرق علمية أكثر تقدماً للتثبت من الأخبار؟ وإذا كان كذلك فكيف يمكننا ذلك؟وهل جميع الأخبار في مستوى واحد من حيث إمكانية التثبت وسهولته؟هكذا بدأ التساؤل، ومنه انطلقنا في البحث، وكانت البداية بالبحث في الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الأمثلة على ذلك:كيف يمكن التثبت علمياً مثلاً من حديث: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي؟وكيف يمكن التثبت علمياً من حديث: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك؟وكيف نثبت علمياً من حديث: غلاء الأسعار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟وكيف نتثبت علمياً من حديث اسوداد الحجر الأسود بعد أن كان أبيض؟وكيف نتثبت علمياً من حديث: اهتزاز جبل أحد وقوله صلى الله عليه وسلم: "أثبت أحد..."؟ وغير ذلك من أحاديث وأخبار.هذا هو ما يسعى إليه المشروع العلمي الكبير للتثبت من الأخبار، وهو ما نسعى من خلاله إلى التعاون مع جميع الباحثين المتخصصين من كافة التخصصات -من طبعية وإنسانية وغيرها بكافة فروعها- لإقامة دراسات وبحوث حول الأخبار عموماً والأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوجه خاص.وقد رأينا أنه مع تقدم وسائل البحث والتثبت فإنه أصبح من السهل جداً إخضاع أي تصور سواءً كان صادراً عن استدلال أو خبر أو غير ذلك للتثبت..ولذلك فقد كان لا بد من إخضاع الأخبار للتثبت العلمي بكافة طرقه ووسائله لأهمية الخبر؛ كونه وسيلة مهمة من وسائل المعرفة.وكان هذا هو المنطلق الذي انطلقنا منه في مشروع التثبت العلمي من الأخبار.وعندما بدأنا الطريق أخذنا باختيار أخبار بشكل عشوائي وأحاديث منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذلك! وأخذنا نبحث عن الطرق العلمية التي يمكن أن تخضع لها هذه الأخبار وكيف عسانا نتثبت منها.
وأول إشكال صادفنا هو قضية أحاديث الغيبيات وبخاصة فيما يتعلق بالله تعالى ذاته وأسمائه وصفاته، ثم أحاديث الغيبيات الأخرى من مخلوقات وحوادث وهي أمور يستحيل الوقوع عليها بالحواس والشعور مباشرة.. ولكن بعد البحث والدراسة بدأت تتضح لنا بعض الأمور المتعلقة بالغيبيات المذكورة في القرآن والأحاديث نذكر منها الآن: أن هذه الغيبيات لم تعد من الغيب المحض؛ بل هي أمور معلومة لدينا الآن بشكل أو بآخر –بعد أن علمنا الله تعالى إياها- ثم إن ما جاء مقترناً بهذه الغيبيات، أو ما أخبرنا عنه من أمور مقترنة بها –جعلت آيات لها- هي كلها أدلة إما حسية أو شعورية؛ فالحوادث والمخلوقات الغيبية المذكورة في القرآن والحديث كلها مرتبطة بأمور من الشهادة مباشرة نحس بها بحواسنا من سمع أو بصر أو لمس... أو نشعر بها بمشاعرنا النفسية والحيوية والجسدية وكانت هذه بداية الطريق وهانحن نسير فيها بعد أن اتضحت كثير من جوانبها والحمد لله وقد رأينا وسيرى الكثيرون من ذلك ما لم يكن يخطر على بال!كذلك فإننا اصطدمنا بإشكال آخر في بداية البحث عندما أدركنا أن هناك أشياء من عالم الشهادة غابت عنا وانقطعت واندثرت - سواءً كانت موجودات أو حوادث- وهذا مما كان له أثر في تشجيعنا على تكثيف البحث للوصول إلى منهجية منضبطة نستطيع من خلالها الوصول إلى التحقق من وقوع ما جاءت به هذه الأخبار وتوصلنا بمنة الله تعالى وفضله إلى بداية الطريق التي فتحت لنا الآفاق فيما بعد والتي أصبحنا نسير على هداها على بصيرة بعد أن علمنا أن كل شيء وجد فهو مرتبط بغيره مما سبقه أو لحقه بطريق مباشر أو غير مباشر وبعد أن علمنا أن هذه اللوازم ترتبط بلوازم أخرى ترتبط بمثلها حتى ترتبط لزاماً بأمور نراها رأي العين! وهو ما أسميناه (الإسناد الطبعي) أو (إسناد اللوازم) وبدلاً من البحث من خلال التصور المحض فلماذا لا نبحث من خلال النظر في الواقع فالخبر إذا كان صحيحاً فلا بد أن يكون في الواقع ما يدل عليه قطعاً.إن الخطأ الرئيس في البحث في الأخبار عند السابقين واللاحقين هو أنهم اعتمدوا على التصور المحض والبحث الذهني البعيد عن الواقع فمنهم من اكتفى بعدم علمه بمانع من الأخبار التي يتلقاها ومنهم من اكتفى بالتوفيق أو محاولة التوفيق أو التنسيق بين الأخبار التي بين يديه... وهناك من اتبع سبلاً أخرى ليس هذا مجال ذكرها.وقد كان أفضل من تعاملوا مع الأخبار هم أهل الحديث من المسلمين فقد وضعوا منهجاً متميزاً بحق يعد أفضل منهج للتعامل مع الأخبار على الإطلاق يقوم على تتبع عيوب الروايات والتثبت من خلو الخبر منها بطريقة علمية مبتكرة لم يسبقوا إليها (وقد قامت دورة (منهج المحدثين) لتوضيح هذا الأمر).ولكن أغلب من تعاملوا مع الأخبار تجاهلوا أن التعامل مع التصورات يختلف عن التعامل مع الواقع فالتصورات مهما كانت فهي قاصرة ومن الصعب الجزم بها فضلاً عن الاطمئنان إلى التعامل معها أو بناء الأحكام العملية عليها باطمئنان.ولذلك كان لا بد من التعامل مع الأخبار من خلال الواقع المشاهد المباشر فإذا كان التصور صحيحاً فلا بد أن يكون له نصيب في الواقع أو لابد أن يكون في الواقع ما يدل عليه قطعاً!وهذا هو منطلق المنهج العلمي الحديث للتثبت من الأخبار وهذا هو ما يتميز به عن جميع المناهج القديمة للتعامل مع الأخبار.فالمنهج العلمي الحديث لا يكتفي بالتصور بل يحاول ربط الخبر بالواقع وفق طرق التثبت العلمي المعروفة وطرق أخرى مبتكرة ساعد على ابتكارها.ومن خلال ما سبق بعد أن تتبعنا الأحاديث وموضوعاتها استطعنا أن نصل إلى تصنيف علمي منهجي دقيق يقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة هو المعتمد لدينا في دورات وبحوث التثبت العلمي من الأخبار، وسوف نعرضه على جميع من يرغبون في التعاون معنا لإتمام هذا المشروع الضخم والمهم، وقد وضعنا ملخصه في البرنامج الخاص بالمشروع. ولا شك أن أسهل شيء رأيناه عند محاولتنا البحث في الأخبار والتثبت منها علمياً هو أخبار الطبعيات الباقية وذلك لانضباطها التام وإمكان الوقوع عليها مباشرة ولذلك فمن السهل جداً إخضاعها للبحث والتثبت والتجربة بكل يسر.فالأمة مثلاً لا تزال موجودة ويمكن التثبت من حديث أعمار أمتي بين الستين والسبعين وبخاصة مع تطور طرق الإحصاء ومع وجود التوثيق الدقيق للولادات والوفيات في السجلات المدنية والمستشفيات.والشمس لا تزال موجودة وحركتها مستمرة ويمكن البحث فيما يتعلق بها من أخبار سواءً بذاتها أو بحركتها أو فيما يلحق ذلك من حوادث مقترنة بذلك سواءً المنقطعة وغير المتكررة منها كحديث توقفها لأحد الأنبياء (وهناك مقالة علمية تؤكد وقوع هذه الحادثة ستعرض في دورة التثبت من الأخبار) أو مستمرة كطلوعها كل يوم أو متكررة بين حين وآخر كالخسوف (ويمكننا أن نتثبت من الخسوف المشكك فيه والواقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم) أو الحوادث المستقبلية كطلوعها من مغربها (انظر بحث طلوع الشمس من مغربها) وهكذا في كل شيء أو جنس باق حتى اليوم؛ فجبل أحد لا يزال موجوداً ويمكن التثبت من وقوع الهزة فيه عندما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يمكننا التثبت من حديث الذباب إذا سقط في الإناء ولم يعد هناك داع للاختلاف حوله ولم يعد هناك مجال لمن يرده على أساس أنه لا يتقبله نفسياً! وبخاصة مع تطور علوم الأحياء والأحياء الدقيقة والجراثيم وتطور طرق الاختبار، فالذباب لا يزال موجوداً ولا يزال يسقط في الآنية وعلى هذا فإن مجال البحث في هذا الحديث مفتوح للجميع! (وهناك بحوث كثيرة في هذا الموضوع سنعرض لها في الدورة) ويمكننا كذلك التثبت من جميع الأحاديث المندرجة تحت ما يسمى الطب النبوي كحديث الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين وحديث شفاء عرق النسا...الخ
ولا يعني ذلك أننا لم نواجه إشكالات أو معوقات في البحث في هذا الموضوع بل لقد واجهتنا إشكالات كثيرة تتعلق بطبيعة الأمر الذي نريد بحثه أو بالظروف المحيطة به أو غير ذلك؛ فعلى سبيل المثال: واجهتنا إشكالات كبيرة عندما أردنا أن نضع خطة البحث في حديث اسوداد الحجر الأسود عند بحثنا في كيفية إخضاعه للبحث؛ فقد اصطدمنا بواقع لا نستطيع دفعه وهو حرمة هذا الحجر بحيث لا نستطيع رفعه من مكانه وكذلك فإننا لا نستطيع إخضاعه للبحث من بعيد بسبب وجود الطائفين والقائمين والركع السجود على مدى الساعة والحمد لله. ولكننا استطعنا بفضل الله تعالى أن نتجاوز مثل هذا الإشكال من إشكالات كثيرة، وسنتجاوز هذا الإشكال وغيره. (وسنعرض لمشروع البحث في هذا الحديث في الدورة).وفي سبيل تعميم الفائدة ونشرها وفي سبيل القيام بعمل متكامل قمنا بوضع خطة لمشروع متكامل للتثبت العلمي من الأخبار يقوم على أساس علمي محض لأول مرة.ويهدف هذا المشروع إلى إخراج دراسات حول الأحاديث والأخبار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو تتحدث عنه وغيرها من أخبار؛ وذلك من خلال تشكيل مجموعات من المختصين للتثبت من الأحاديث المتعلقة بتخصصهم؛ فالفلكيون مثلاً يبحثون في الأحاديث التي تحمل أخباراً عن الفلك مثل أحاديث خسوفات الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والمختصون بعلوم الأرض بالأحاديث التي تتعلق بتخصصهم مثل حديث اهتزاز جبل أحد. والمتخصصون في الطب يبحثون في الأحاديث المتعلقة بالطب مثل حديث الحبة السوداء... وهكذا.ولا ننسى أننا إذا تثبتنا من خبر ما حتى علمنا وقوعه يقيناً كأننا نرى ذلك رأي العين فإن ذلك سيكون مادة للتثبت ولا شك من أخبار أخرى وسيساعدنا في ذلك بشكل أو بآخر؛ فإذا علمنا شيئاً علمنا ما يلزم منه قطعاً، ونعلم كذلك خطأ ما يناقضه (انظر على سبيل المثال: التحقيق العلمي في يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وسنعرض له في الدورة مستخدمين أسلوباً حديثاً في ذلك)-وأمر أخير نود الإشارة إليه هو أننا نرجو بعد الانتهاء من هذا المشروع الضخم أن نضع كتاباً جامعاً لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً ترتيباً علمياً زمنياً متسلسلاً بطريقة علمية يقينية خال من أي دخل أو دخيل قائم على الحقائق لأول مرة يصور حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسجل جميع أقواله وأفعاله وتصرفاته وكل شأنه وأخباره منذ ولادته صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته على الأيام والأشهر والسنوات، حتى أقواله متى قالها وأفعاله كذلك بترتيب زمني علمي كأنك تراه أو كأنك عايشته إن شاء الله. (سوف نعرض التصور المبدئي للمشروع في الدورة)وعلى أساس ما سبق قام المشروع العلمي الشامل للتثبت من الأخبار والذي يعنى بالتثبت العلمي من الأخبار عموماً ويركز على الأحاديث النبوية بشكل خاص.وقد سار هذا المشروع على ثلاثة محاور:-المحور الأول: الدورة العلمية المنهجية المتقدمة للتثبت من الأخبار: ومدتها (24) ساعة (ومكثفة) وهي تعطى لمن يرغب من كافة أصحاب التخصصات العلمية الطبعية والإنسانية وفق نمط وأسلوب جديدين، مع معلومات وطرق منهجية جديدة تطرق لأول مرة، وهي تشتمل على ما يلي:-عنوان الدورة ومدتها ومباحثها-تلخيص مكتوب للدورة.-محاضرات مباشرة تلقى بأسلوب جديد.-نشاط يومي ويشتمل على إحدى الفقرات التالية:ورقة عمل.سؤال إثراء.رياضة عقلية.قراءات نصية.حوارات.تجارب.-قائمة بالمراجع: وهي مراجع غنية في بابها تتضمن طرقاً وأساليب فريدة اتبعها أصحابها في التثبت من الأخبار أو في نقدها، أو لها تعلق بأي موضوع من موضوعات الدورة، وهي تفيد الباحثين والملتحقين بالدورة.(وسوف يستفيد من يحصل على خطة الدورة أيما فائدة؛ فهي ستفتح له أبواباً جديدة من البحث وسوف تعطيه أفكاراً جديدة بكل ما تحمل الجدة من معنى إن شاء الله).
-المحور الثاني: ويتعلق بالتصنيف العلمي الحديث للأخبار الذي اعتمدناه في الدورة:وسوف تكون هناك دورة مكثفة للتدريب على هذا التصنيف.وسوف يقوم الباحثون بجمع الأخبار التي تقع تحت صنف معين ثم تحت التصنيف الدقيق المندرج تحت هذا التصنيف...وهكذا وذلك تيسيراً على الباحثين المتخصصين عند البحث وكتابة البحوث.-المحور الثالث: ويتعلق بالبحوث التطبيقية للتثبت من الأخبار:وسوف نقوم بوضع خطط للبحث والتعاون مع من يريد البحث في أي حديث كذلك.وسوف يكلف كل من يلتحق بالدورة بكتابة بحث علمي منهجي في التثبت من أي خبر يحمل معنى يتعلق بتخصصه وسوف يكون كل بحث مرجعاً مقترحاً للدورة بعد دراسته وإقراره مستقبلاً.هذا وسوف يتبع ذلك الدورات المتعلقة بالإنسانيات ثم بأخبار المنقطعة والمندثرة ثم الغيبيات ثم القدسيات إن شاء الله.إن المشروع ضخم ومهم ولذلك لا بد من التعاون بين كافة المهتمين من المتخصصين لإنجاحه. ولذلك فإننا نرجو ممن يرغب في التعاون في هذا المشروع أن يسارع بالاتصال بنا في أسرع وقت.هذا مع العلم بأنني قمت بوضع برنامج مكتوب على شكل كتاب شامل يتضمن جميع ما يتعلق بالمشروع والخطة التفصيلية للدورة العلمية المنهجية المتقدمة للتثبت من الأخبار حسب آخر تحديث لها. وعلى من يرغب في الحصول على هذا البرنامج المتعلق بالمشروع الكتابة على العنوان التالي:خالد عبد الرحمن القاسمالأردن-الزرقاء-ص.ب252/الرمز البريدي:13125مرفقاً مبلغ (عشرين ديناراً أردنياً) مع كتابة عنوانه البريدي الرقمي (الإلكتروني) بوضوح تام تمهيداً لإرسال الكتاب إليه في أسرع وقت.وللاستفسار حول المشروع أو للالتحاق بالدورة أو بغيرها من دورات المنهج العلمي الموحد المتقدم؛ يرجى الاتصال بهاتف: (0096253811227)مع العلم بأنني سأستأنف الدورات المكثفة في المنهج العلمي ابتداءً من يوم السبت 30/جمادى الآخرة/1428) الموافق 16/6/2007. وذلك على مدار العام.ملحق بدورات المنهج العلمي الموحد المتقدم:-
-دورة العلم والمعرفة (تنمية المعلومات): وتتضمن تعريف العلم، كيفية حدوث العلم والمعرفة لدى الإنسان، الإيمان والغيبيات والعلم، التخاطر، الحدس، تنمية المعلومات...-دورة الاستدلال العلمي: وتتضمن تعريف الاستدلال وأهميته وكيف يستدل الإنسان، أنواع الاستدلال، قواعد الاستدلال العلمي وضوابطه...-دورة التصور العلمي للخبر وتتضمن الصورة الصحيحة المنضبطة لتلقي الأخبار وفهمها، أهمية ضبط التلقي والتصور، اللغة وأهميتها في التصور، حد الخبر، اللوازم...-دورة الاستدلال المنطقي: وتقدم المنطق بصورة حديثة وسلسة وتتضمن، الاستدلال بالخبر أو الجملة المنفردة، الاستدلال بالأخبار أو الجمل المتعددة، اللوازم، الاحتمالات...-دورة التفكير العلمي: وهي دورة تقوم لأول مرة بمحاولة جادة لتحليل ودراسة عملية التفكير وسيلاحظ الملتحقون بهذه الدورة تقدماً ملحوظاً في التفكير والتحليل لديهم.-دورة متقدمة في علم الحديث: دورة متقدمة مهمة تقدم علم الحديث بأسلوب جديد وسلس، تعرض لعلم الحديث وتبين أهميته ومكانته في المنهج العلمي وأهم تطبيقاته.
ملحوظة مهمة: يمكن التعاون مع المؤسسات العلمية والتعليمية كافة من جامعات أو كليات أو معاهد أو مراكز دراسات وبحوث أو مراكز علمية أو ثقافية أو غيرها؛ سواءً في تنسيق دورات خاصة للمنهج العلمي في التثبت من الأخبار أو أية دورة من الدورات المذكورة، وكذلك في التعاون في وضع خطط البحوث التطبيقية أو غير ذلك. يرجى من أية مؤسسة ترغب في ذلك الاتصال بنا في أسرع وقت، مع العلم بأن الأولوية للأسبق.كما أنني على استعداد للتعاون مع جميع الإخوة الباحثين بتزويدهم بخطط مقترحة حول بعض الأحاديث، أو بوضع خطط لأحاديث يرغبون البحث فيها.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)